Warning: Undefined array key "" in /home/animeia/vb.animeiatlight.com/includes/vb5/template.php(404) : eval()'d code on line 8 طائر الهدهد كما لم تراه من قبل - منتديات نورالأنيميات

Welcome!

Welcome to our community forums, full of great people, ideas and excitement. Please register if you would like to take part.

This is extra text with a test link..

Register Now

Free Sitemap Generator

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طائر الهدهد كما لم تراه من قبل

تقليص
X
تقليص
Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طائر الهدهد كما لم تراه من قبل






    سبحان الله خلق كل شيء وأحسن خلقه، فطائر الهدهد يعتبر من أجمل الطيور ويحوز على المراتب الأولى في مملكة الطيور من حيث جمال الشكل و الأخلاق دعونا نتعرف على أدب الهدهد مواقف تستحق التفكر منا، وكيف يتعامل الهدهد بأخلاقه النبيلة مع سيدنا و نبينا سليمان عليه السلام.





    مع المعلومات الجميلة عن طائر
    صغير ومحبوب وهو الهدهد
    الطائر الذي ذكر في القرآن الكريم

    دعونا نتعرف عليه





    صفات الهدهد( Hoopoe ): يعد من الطيور النادرة ، له عرف مميز على رأسه، اللون بني فاتح وعرفه البني منقط من أطرافه بالريش الأسود ونصفه الأسفل أسود منقط بالريش الأبيض في نظام جميل ،له طريقة مميزة في الطيران، ويتغذى على الحشرات ويشاهد أفراداً في المناطق الزراعية، وهو من أصدقاء الفلاحين فهو ينظف الأرض من الديدان واليرقات والآفات.
    يعد وجوده ومشاهدته علامة على نقاء البيئة من المبيدات الحشرية، وممنوع صيده حيث أنه لا يؤكل.
    جاء ذكره في القرآن في قصة النبي سليمان.حيث أرسله النبي سليمان ليستطلع مملكة سبأ




    الهدهد في العادة (( نوع من الطير ... في رائحته نتن ، وفوق رسه قزعة سوداء ، وهو أسود البراثن ، أصفر الأجفان ، يقتات الحبوب والدود ، ويرى الماء من بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء ، وقال الجاحظ : زعموا أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعور الأرضين )) ، وقد ذكروا في سبب نتن رائحته أن ذلك عائد إلى أنه يبني بيته من الزِّبل ، أو إلى تلك الجيفة المنتنة في رأسه ، إذ تزعم العرب أن أم الهدهد لما ماتت جعل قبرها على رأسه ، فجعل الله له تلك القنزعة على رأسه ثوابا له على ماكان من بره لأمه ! وقيل : بل هو منتن من نفسه من غير عرضٍ عرَضَ له ، شأنه في ذلك شأن التيوس والحيات وغيرها .
    والعرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون : أبصر من هدهد ، كما يقولون : أبصر من غراب وأبصر من عقاب وأبصر من فرس .
    بعد هذه المعلومات الخاطفة عن صفات الهدهد بشكل عام نرجع إلى هدهدنا السليماني في هذه القصة الفريدة العجيبة ، وسنقف وقفات في مدرسة هذا الهدهد ، وفي قصته مع سليمان ، و ستتفاجئون حقيقة بمدى ما كان لهذا الهدهد من إيمان وذكاء وأدب .








    في قول الله عز وجل :

    (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ )
    سورة النمل آية 20




    قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الهدهد فقد روى عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
    أن النبي صلى الله عليه وسلم
    ( نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة والنحلة والهدهد و الصرد) رواه أبو داود
    يسكن هذا الطائر في جحور الأشجار أو الجحور الصخرية الضيقة وحتى في المباني القديمة. وتجلس الأنثى
    12-15 يوماً على بيضها كفترة حضانة حتى تفقس. الذكر يطعم الأنثى أثناء فترة الحضانة ويطعم الصغار بعد الفقس. وعادة ما يحتضن صغيرين كل عام بحيث يغادرون العش بعد 26-32 يوماً من التفقيس، وله قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.



    يتميز بسرعته الفائقة في الطيران والعدو، ومن صفاته المميزة أيضاً أنه يتمكن أن يبعد أي حيوان ضار أو مفترس عن عشه وصغاره عن طريق رش رذاذ أسود زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل، بل وحتى الصغار يستطيعون ذلك إن أحسوا بالخطر(3).

    يتميز هذا الطائر برشاقته وحسن مظهره وخصوصاً مع تلك النتوءات الريشية أو القزعة الموجودة في مؤخرة رأسه. طوله حوالي 31 سم وألوانه تختلف حسب المناطق، فمنها الدارسينية -نسبة للقرفة أو الدارسين وهو نوع من البهارات البنية الداكنة- ومنها الكستنائي مع أجنحة مخططة أو ملونة بالأبيض والأسود.




    منقاره معقوف طويل وقوي وأجنحته دائرية تقريباً، أرجله قصيرة وذيله مربع، والريش الجميلة في مؤخرة رأسه قد تتحول لشكل مروحي عندما يستثار، ويعمل على نفخ ريش رقبته عند المناداة. وعند الخطر يومض برأسه.

    يتناول الأعشاب من البراري المفتوحة ويفضل الحشرات كالديدان ويرقاتها اللينة التي يلتقطها من الترب وفتحات الصخور الضيقة باستخدام منقاره الطويل، كما ويأكل الحيوانات الصغيرة كالسحالي والعضايا. وقد يأكل بمفرده أو مع زوجه خلال فترة تربية الصغار خصوصاً في فترات الربيع والصيف، وبقية الأوقات قد يتغذى بشكل جماعي(4).

    والهدهد في العادة نوع من الطير في رائحته نتن، وفوق رأسه قزعة سوداء، وهو أسود البراثن، أصفر الأجفان، يقتات الحبوب والدود، ويرى الماء من بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء،

    وقال الجاحظ :
    زعموا أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعر الأرض )، وقد ذكروا في سبب نتن رائحته أن ذلك عائد إلى أنه يبني بيته من الزِّبل، أو إلى تلك الجيفة المنتنة في رأسه، وقيل : بل هو منتن من نفسه من غير عرضٍ عرَضَ له، شأنه في ذلك شأن التيوس والحيات وغيرها.

    والعرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون : أبصر من هدهد، كما يقولون: أبصر من غراب وأبصر من عقاب وأبصر من فرس(5).

    يصف ويثربي وباحثون آخرون
    (Witherby et al's) بعض تصرفات طائر الهدهد في بحوث نشرت عام 1943م، بأنه ، يمشي بهدوء ويركض أحياناً بتلازم حركي بين الرجل والرأس، وهو مغرم بالاستحمام بالرمل. يأكل أساساً من الأرض وغذاءه الرئيس في المناطق العشبية على الديدان واليرقات والحشرات، ويقوم برفع ريش الطوق الرأسي المميز له عند الانفعال والخوف والنشاط بينما يخفضه عند الراحة،

    وله صفة التملص من المطاردين الرئيسين له كالباز والصقر والبوم وغيرهم بواسطة الطيران السريع والمتميز فراراً منهم أو بواسطة عمل تمويه أرضي بواسطة عمل حمّام الرمل له ليتخفى منهم، ويعيش في الأشجار والمباني القديمة والجدران والجحور الصخرية.(6 ,9,8,7, 10, 11, 12, 13).

    أثبت الباحثين ديفيد ليجون
    (J. DAVID LIGON) وساندرا ليجون (SANDRA H. LIGON) من قسم البايولوجيا في جامعة نيوميكسيكو بأن الهدهد من أكثر الطيور تعاوناً ومحبة للمساعدة خصوصاً لأفراخ من أعشاش أخرى تابعة لأبناء جنسه، وأثبتوا خلال تجاربهم على الهدهد الأخضر (the green wood-hoopoe) (Phoeniculus purpureus) أن تلك الخاصية من أهم خصائصه الإستراتيجية التي يؤديها وكأنه يؤدي مصلحة ذاتية لنفسه مما يبعد الاعتقاد القديم السائد أن الحيوانات ومنها الطيور تمتلك فقط صفات عدائية تجاه غيرها(14).





    1- طائر غير جارح وغير مخيف.
    2- سريع جداً في الطيران.
    3- يتحمل الظروف الصعبة.
    4- ذكي ومراوغ.
    5- قابلية تخفي ودفاع عن النفس بشكل رائع وسلمي وباستخدام عدة طرق مثل أخذ حمام رملي ومن ثم الطيران قرب الأرض كي لا يميزه الناظر عن شكل الأرض فلا يعرف اتجاهه أو باستخدام تقنية رش رذاذ أسود زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل تبعد أي متطفل كما بينا آنفاً.
    6- لا يحتاج للجماعة في طيرانه وهجرته مما يجعله صعب المراقبة في معرفة الاتجاه.
    7- له قابلية ملاحية متميزة في معرفة الاتجاهات لا تقل عن الحمام.
    8- له قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عن تواجده تحت الأرض.
    ولعل تلك المميزات هي التي أهلته ليكون بتلك المنزلة والثقة التي أوليت له من قبل سيدنا سليمان عليه السلام، على أن ذلك قد يوحي بأن ذلك الهدهد كان من نوع خاص وتم تربيته وتدريبه بعناية فائقة، والله تعالى أعلم.
    فمن أين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحقائق العلمية التي اكتشفت حديثاً خصوصاً وأن تلك الحقيقة لم ترد في الكتب السماوية السابقة أو ما وصلنا منها بعد تحريفها؟!..
    إنه الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر











    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
    صدق الله العظيم

    كان سيدنا ( سليمان ) عليه السلام يعرف كأبيه ( داوود ) عليه السلام لغة الطير ، بعلم أعطاهما الله إياه ، فيفهم ما تريده بأصواتها إذا صوتت ، كما يُفهمُها ما في نفسه ويحاورها . ولقد سخرها الله تعالى لسليمان ، يأمرها فتأتمر ، ويوجهها على أية جهة أراد ويستعملها في بعض المهمات والشؤون ....

    دعاها مرة فاجتمعت بين يديه ، فأخذ يتفقدها فلم يجد الهدهد بينها ، فاعتبر غيابه مخالفةً لأوامره، وعد ذلك جريمة يستحق عليها الهدهد العقاب الشديد وقال :

    سوف يلقى الهدهد منى عذاباً شديداً قد يصل إلى الذبح ، أو يعتذر عن غيابه بسبب مقبول ومعقول ...

    فلما حضر الهدهد سأله سيدنا سليمان عليه السلام عن سبب غيبته فقال الهدهد :

    كنت في سبأ من أرض اليمن فرأيت هناك مُلكاً عظيماً ، أرضا واسعة وخيراً كثيراً ، وخلقاً عديداً ، وملِكة اسمها بلقيس تحكُمُ عليهم ، يًجلًونها ويحترمونها ويطيعونها ، وهم - أي أهل تلك البلاد - كفار وثنيون يعبدون الشمس من دون الله .

    ,اشد ما أثار دهشتي وإعجابي عرش تلك الملِكةِ المحلى بالجوهر الثمين واللآلئ الفاخرة .





    فأراد سليمان عليه السلام أن يختبر الهدهد ، هل هو صادق في ما يقول أم كاذب ؟ فأعطاه رسالة ليوصلها إلى تلك الملكةِ ((( بلقيس))) ... في سبأ ليلاً ، فدخل من النافذة إلى مخدعها حيث تنام فوق سرير جميل وألقى الرسالة من فمه وفتحت الرسالة فإذا فيها :
    (
    إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين )

    ومعنى ذلك ، أن هذه الرسالة من الملك النبي سليمان الحكيم الذي سخر له الله تعالى الجن والإنس
    والطير وكل شيء ، إلى ملكة سبأ " بلقيس " وعليها أن تعرف منزلتها ومكانتها التي هي دون منزلة ومكانة سيدنا سليمان عليه السلام ، وأن لا تستمر هي وقومها في عبادة الشمس ، بل ترجع إلى عبادة الله الواحد الحق ، وتأتي إلى أورشليم القدس حيث عاصمة سيدنا سليمان عليه السلام مع قومها مسلمين ومستسلمين .

    بعد أن قرأت " بلقيس " رسالة سليمان عليه السلام عرضتها على وزرائها و معونيها ، ونبهتهم إلى أن سليمان عليه السلام أقوى منهم وأشد .

    فغضب القوم وثاروا وقالوا :

    نحن أيضا أقوياء وأصحاب بأس ، ثم إن الأمر إليك يا صاحبة السلطان ، نطيعك ولا نخالفك فيما ترين .

    ففكرت بلقيس كثيرا ثم قالت :

    يا قوم .... (
    إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) وأخاف إن خالفنا سليمان أن يهاجمنا وينفذ تهديده ووعيده لنا .

    فقالوا : ما العمل ؟

    فقالت بلقيس : إني أرى أن أبعث له هدية عظيمة ، ثم نرى بعد ذلك ما يحمله الرسل إلينا من تأثيرها عليه .

    فصاحوا جميعا : نعم الرأي ، ودام حُكمك وحِكمتك يا ملكتنا .

    فلما جاءت رسلها إلى سليمان عليه السلام بالهدية لم يقبلها ورفضها ... وقال لهم :

    إنه ليس في حاجة إلى أموالهم فهو وشعبه في أرغد عيش وأهنأ حال ، ثم توعدهم وملكتهم بأن يرسل إلى بلادهم بجيش جرارٍ وجنود لا قبل لهم بها ، وسيخرجهم من بلادهم أذلة صاغرين .

    عاد الرسل إلى اليمن وأخبروا بلقيس بعظمة سليمان عليه السلام وقوة مُلكِهِ ، فخافت على شعبها من التشتت والضياع والقتل والتشريد في الأرض ، فأجمعت أمرها على الذهاب إليه في رجال دولتها ، وحملت معها الهدايا الوفيرة والعطايا الكثيرة ...

    وحين علم سليمان عليه السلام باعتزام بلقيس على الحضور إلى القدس بني لها قصراً عظيماً وجعل أرضه من الزجاج السميك بدلاً من البلاط ، وهذا ما لا يعرفه أهل اليمن ....

    ولما اقترب موكبها من القدس وصارت على أبوابها أراد سيدنا سليمان عليه السلام أن يفاجئها بفعل خارق وعمل عظيم يجعلها تستسلم لسلطانه ..

    فقال لجنوده من الجن : من يستطيع أن يأتيني بعرش بلقيس ؟

    فقال عفريت من الجن : أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك ،

    وقال أخر : أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك (
    أي قبل أن تغلق عينك وتفتحها )

    فسُر سليمان عليه السلام بذلك ...

    وأحضر العرش وجُعل في القصر الجديد ...

    فلما وصلت بلقيس .... أستقبلها سيدنا سليمان عليه السلام وأتى بها إلى القصر ، وعندما دنت من الباب كشفت عن ساقيها ورفعت أطراف ثوبها الطويل وهي تظن الزجاج البلوري في أرض القصر ماء رقراقاً ، فأخبرها سليمان عليه السلام بأن الذي تراه إنما هو زجاج وليس ماء .





    ولما رأت العرش يتصدر قاعة القصر الكبرى وقفت جامدةً في مكانها متعجبة .....

    فقال لها سليمان عليه السلام :

    أهكذا عرشك؟

    فقالت : كأنه هو !!!

    فأخبرها سليمان عليه السلام بأن العرش عرشها وأن الذي أحضره أحد جنوده من الجن في أقل من طرفة عين .

    فقالت بلقيس : ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )

    وهكذا كان غياب الهدهد ثم حضوره خيراً وبركة على سليمان عليه السلام وبلقيس وأهل سبأ ..

    نستخلص من حوار سيدنا سليمان عليه السلام مع الهدهد ثم استخدام الجن في إحضار عرش بلقيس ملكة سبأ يرى بوضوح أنه عليه السلام كان لا يستخدم أية قوة سخرت له من عند الله إلا في سبيل الخير ..

    لم تكن لديه رغبة في العرش ذاته .... ولا في بلقيس نفسها ... ولا في بلادها ... بل كان جل همه صرفها وقومها عن عبادة غير الله تعالى .. والاهتداء إلى الحق ...

    كان همه الوحيد إسلامها وإسلام قومها ... فقط ... وبهذا يكون الخلاص الحق ..







    لقد شاهد الهدهد إبان طيرانه قوما يعبدون الشمس ، شاهد هذا المنكر العظيم ، فماذا فعل يا ترى ؟ إنه لم يقف موقفا سلبيا ، وإنما ذهب وتحرك وتقصى ، وألقى بالنبأ إلى سليمان عليه السلام ، باذلا بذلك كل وسعه في تغيير المنكر ، وضاربا بذلك أروع المثل في الإيجابية العملية .
    لقد فعل الهدهد ذلك كله دون تكليف مسبق ، أو تنفيذ لأمر صادر ، وجلب للقيادة المؤمنة خبرا أدى إلى دخول أمة كاملة في الإسلام .
    إن هذا لا يعني التسيب والتصرف الفردي ، ولكنه يدل على الإيجابية الهادفة بضوابطها ، دون الخروج على أهداف المجموع .
    إن هذه الإيجابية التي تميز بها الهدهد السليماني هي ما نفتقده اليوم في كثير من شباب الصحوة اليوم ، فهم ـ إلا من رحم الله ـ لا يكادون يبادرون إلى عمل ، أو يسارعون إلى بذل ، ولا يتحرك أحدهم إلا حين يكلف بعينه وشخصه ، ومع ذلك فهو يتثاقل في التنفيذ ، ويبطئ في الأداء !
    وما هكذا كان السلف ، بل كانوا إيجابيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وإنك لتنظر إلى جيل الصحابة فترى لكل صحابي سمة معينة وإبداعا متميزا ، فمنهم من أشار واقترح ، ومنهم من أوضح وشرح ، ومنهم من أضاف واستدرك ... وحسبنا خبر ذلك الصحابي في معركة القادسية حين رأى خيل المسلمين تنفر من فيلة الفرس فصنع فيلا من طين ، وأنس به فرسه حتى ألفه ، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل ، فحمل على الفيل المقدم حتى دحره .
    إن لهذه الإيجابية ثمرات عديدة رائعة منها :
    1ـ نمو الحضارة الإنسانية : فمعظم الاختراعات والابتكارات كانت فردية ، وبدأت بإيجابية عملية من عالم أو صانع .
    2ـ الاعتذار إلى الله : وقد امتدح الله قوما واصلوا الوعظ والإرشاد لقوم غلف القلوب لا لشيء إلا للاعتذار إلى الله { وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون } .
    3ـ احترام النفس والثقة بها : فالإيجابي رجل يحترم نفسه ويعرف قدرها في غير غرور ولا كبر ، وانظر إلى ذلك الذي قال له رجل : أريدك في حويجة فقال له : ابحث لها عن رجيل !
    إن التواضع الكاذب المصطنع ليس إلا فرارا من البذل ، ونكوصا عن العطاء ، والمؤمن الحق باذل إيجابي لا يعوقه معرفته بعيبه عن البذل والعطاء .
    ومن أراد أن يزيد إيجابيته فعليه بتقوية الإيمان ، وتجنب الهوى ، وحفظ الهمة ، وتحصيل العلم ، والإبداع في التخصص .





    لقد كان في خطاب الهدهد لسليمان العديد من المهارات والإبداعات التي يحسن بالشاب المسلم أن يتعلمها وهو يخاطب الآخرين .
    1ـ فنلحظ أولا إيجازه للخطاب مع سليمان ، فقد جمع في أسطر معدودة قصته الطويلة مع هذه الملكة التي تعبد وقومها الشمس .
    إن الهدهد يدرك أنه يخاطب ملكا ، والملوك أوقاتهم مليئة بالمشاغل وليس لديهم وقت لسماع التفاصيل والجزئيات ، ومن هنا ركز الهدهد على أصول المسائل فأوجز وأبلغ .
    وعلى الشاب المسلم أن يدرك هذا ، فإذا تخاطب مع مسؤول كبير ، أو شيخ فاضل ، أو عالم جليل ، أو أخ نبيل ، إذا تخاطب مع أحد هؤلاء المليئة أوقاتهم بالعمل فعليه ألا يكون ثرثارا مهذارا ، يجعل من الحبة قبة ، ويحول السؤال الصغير إلى قصة طويلة عريضة ، إن في هذا من إهدار وقت الفضلاء ما لا يطاق ولا يحتمل ، وإنك حين تفعل هذا أيها الأخ فستكون ثقيلا بغيضا ، لأن المقابل يشعر أنك تضيع وقته .
    إذا أيها الأخ راع ظرف المخاطب ومنزلته ومكانته .


    2ـ استفتح الهدهد خطابه لسليمان بشيء عجيب ، إذ قال له : {
    أحطت بما لم تحط به} !
    إن الهدهد (( يعرف حزم الملك وشدته ، ولذلك بدأ حديثه بمفاجأة تطغى على موضوع غيبته ، وتضمن إصغاء الملك له ... وأي ملك لا يستمع وأحد رعاياه يقول له : {
    أحطت بما لم تحط به } ؟!)) [في ظلال القرآن
    وهكذا عليك أيها الأخ أن تكون في خطابك ذكيا ، وأن تفلح في جذب استماع المخاطب ، حتى تتمكن من إيصال رسالتك .
    ولئن كان الهدهد بهذا الأسلوب يحاول أن ينجو من عقوبة ، فإنا نستخدمه ونطوره لنشر الخير والدعوة ، ذلك أن الكثيرين من العصاة حولنا لا يأنسون بكلامنا ، وينفرون من هذه المواعظ المعتادة التي تلقى ، وبمجرد أن تبدأهم بالحديث بها أو عنها فإنهم يعرضون ، ولذلك فأنت بحاجة إلى مدخل ذكي تشد به أسماعهم وتأسر ألبابهم حتى تتسلل كلمات الحق إلى قلوبهم .
    أن أحد الخيرين رأى نفرا من الشباب الضائعين في مطعم ، فجاءهم وقال : هنيئا لكم أيها الشباب ! إن هذه الأرض تشهد لكم عند الله ! قالوا : كيف ؟ قال : ألستم تصلون ؟ قالوا : بلى ، قال : فالأرض تشهد لكل من صلى عليها ! لقد كان هذا مدخلا ذكيا جذب به أسماعهم وأزال الحواجز بينه وبينهم .

    3ـ حين أخبر الهدهد سليمان عليه السلام بخبر بلقس وقومها وكفرهم بالله ، لم يقل لسليمان : اذهب فأمرهم بالتوحيد والسجود لله ، وإنما قال : {
    ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء ... } ، فالهدهد هنا ألمح بالحل ، ولم يأمر به ، اقترح ولم يفرض ، عرض ولم يصرح بالتكليف .
    وبمثل هذا الأسلوب يمكن أن نكسب الناس .
    إن طبيعة النفس الإنسانية أنها تنفر من الأوامر الصارمة المتعددة الجازمة ، ولذلك كان لزاما علينا ونحن نوجه الناس ونعظهم أن نجتنب صيغة الأمر المباشر ، ونحاول اللجوء لأسلوب العرض والاقتراح ... وكم بين أن تقول لشخص : ياهذا قم الليل ألا تعلم فضل قيامه ؟ إلى متى النوم والغفلة .. وبين أن تقول له : يا أخي ، لقد وفق الله المصطفين من عباده فصفوا أقدامهم بالأسحار مصلين ، فأصبحوا ووجوهم مشرقة منيرة ، ياليتنا نكون منهم .
    فكن يا أخي قليل الأوامر ، ولاسيما إذا لم تكن مسؤولا .

    4ـ حين أخبر الهدهد انبغاء السجود لله قال : {
    الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم } ، فاختار وصف الله بالعظمة تذكيرا لسليمان بأن هناك من هو أعظم منه ، محاولا بهذا أن يخفف من غضب سليمان عليه السلام عليه .

    5ـ قال ابن القيم في قوله تعالى : {
    وجئتك من سبأ بنبأ يقين } : (( والنبأ هو الخبر الذي له شأن ، والنفوس متطلعة إلى معرفته ، ثم وصفه بأنه نبأ يقين لا شك فيه ولا ريب ، فهذه مقدمة بين يدي إخباره لنبي الله بذلك النبأ ، استفرغت قلب المخبر لتلقي الخبر ، وأوجبت له التشوف التام إلى سماعه ومعرفته ، وهذا نوع من براعة الاستهلال وخطاب التهييج ، ثم الكشف عن حقيقة الخبر كشفا مؤكدا بأدلة التوكيد ,,,)) [شفاء العليل 71 نقلا عن الإيجابية في حياة الداعية 24]






    وهذا شيء بين ، فقد ساءه ما رأى من عبادة بلقيس وقومها للشمس ، فتمعر وجهه لذلك وحمي أنفه ، ومازال بهم وبسليمان حتى دخلوا جميعا في الإسلام وزال هذا المنكر .
    فهل نجد في واقعنا صدى لهذه الخصلة ؟
    إن إنكار المنكر ـ وللأسف ـ صار لا يشكل جزءا من همنا ولا من تربيتنا مع أننا جميعا نحفظ حديث السفينة وندرك خطر المنكرات حين تنتشر .
    وحسبنا زاجرا ذلك الأثر الذي جاء فيه أن الله أمر جبريل أن يهلك أهل قرية لفسقهم ، فقال : يارب إن فيهم عبدك فلانا ما عصاك قط ! قال : فبه فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه من أجلي !





    أنظر إلى قول الهدهد : { أحطت بما لم تحط به } ، قال الشوكاني : (( والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته ))
    ويقول الطاهر بن عاشور : ((
    والإحاطة : الاشتمال على الشيء وجعله في حوزة المحيط ، وهي هنا مستعارة لاستيعاب العلم بالمعلومات ))
    فالهدهد لم يقنع بأخذ طرف من الأخبار ، وإنما مازال ببلقيس وقومها حتى (
    أحاط ) بأخبارهم ، وفي هذا من الدقة والضبط ما لا يخفى .
    والواجب علينا دائما ألا نبادر إلى الحكم على الشيء حتى نحيط به ، ونلم بجوانبه .
    إن من مشاكل شباب الصحوة اليوم إلا من رحم ربي ضيق الأفق وقصر النظر ، والنظر إلى القضية أو المشكلة من زاوية واحدة دون إحاطة كإحاطة الهدهد مما يوقع في المشاكل ويؤدي إلى التعصب للرأي ’
    وأبرز آفات هذا الضيق في الأفق معاداة المخالف في الفروع ، ذلك أن هذا المعادي لم يحط بالمسألة من سائر جهاتها فيعرف أنها قابلة للأخذ والرد وإنما نظر من زاوية واحدة ظنها الصواب المحض ، وصدق فيه قول من قال : يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم فيحسب أن عنده العلم كله !!




    ومن آفاته الخطيرة شيوع ظاهرة التأثيم و التفسيق والتبديع ، إذ المقترف لهذه الأمور لم يحط بما أخذه على خصمه ، ولم يعرف جلية الأمر ، ولا نظر الدوافع والأسباب ، ولا جمع كلام المتهم كله ليوازن بعضه ببعض ... وإنما هو في الغالب أخذ ذروا فحكم ، أو نظر إل جزء فجزم .
    فما أحوجنا إذا إلى هذا السلوك الهدهدي ... الإحاطة أولا ثم الحكم والتصرف .







    قال ابن القيم : (( إن سليمان لما توعد الهدهد بأن يعذبه عذابا شديدا ، أو يذبحه إنما نجا منه بالعلم ، وأقدم عليه في خطابه له بقوله : {أحطت بما لم تحط به خبرا }، وهذا الخطاب إنما جرأه عليه العلم ، وإلا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن من خطابه لسليمان مع قوته بمثل هذا الخطاب لولا سلطان العلم )).
    وهكذا ارتفع الهدهد بالعلم ، والعلم دائما يرفع صاحبه ، {
    يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ، ولهذا قال الربيع : والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له ! وقال وهب بن منبه : (( يتشعب من العلم الشرف وإن كان صاحبه دنيئا ن والعز وإن كان مهينا ، والقرب وإن كان قصيا ، والغنى وإن كان فقيرا ، والمهابة وإن كان وضيعا )) ...



    وعن الفضيل قال : عالم عامل بعلمه يدعى كبيرا في ملكوت السموات !
    ولعل مما يشهد لنا في هذا المقام خبر عرش بلقيس ، فقد أخبر الله أن عفريتا من الجن ( والعفريت هو الشديد الذي لا يصاب ولا ينال ) وعد سليمان أن يأتيه بالعرش قبل أن يقوم من مقامه ، وكان يجلس للناس للقضاء والحكومات من أول النهار إلى أن تزول الشمس . بينما وعده الذي عنده علم من الكتاب أن يأتيه به قبل أن يرتد إليه طرفه !! قال الطاهر : ((
    وهذه المناظرة بين العفريت من الجن ولا ذي عنه علم من الكتاب ترمز إلى أنه يتأتى بالحكمة والعلم ما لا يتأتى بالقوة ))
    فليس المقياس إذا قوة ولا نسب ولا مال ... وإنما هو علم يقود للتقوى .
    وإذا كان الأمر على هذا النحو فأين نحن من العلم ؟
    ما حصيلتنا منه ؟ ما مدى حرصنا عليه ؟ إلى أي حد نهتم به ؟
    أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب .






    قال النسفي رحمه الله حول قوله تعالى : { فمكث غير بعيد } : (( ووصف مكثه بقصر المدة للدلالة على إسراعه خوفا من سليمان ))
    إذا ... فقد كان الهدهد يهاب سليمان ويحترمه ويقدره ، ومع أنه كان في مهمة دعوية عظيمة الشأن إلا أنه مع ذلك حاول إنجازها بأسرع وقت لأنه تذكر أنه خرج في الأصل بغير استئذان !
    ويتجلى هذا الاحترام والتقدير أيضا في عرض الهدهد القضية لسليمان دون أن يدلي فيها برأي آمر ، وإنما عرض ولمح كما سبق بيانه .





    لقد كان سليمان عليه السلام نبيا مسددا ، وملكا ملهما موفقا ، والناظر في تصرفاته في قصته مع الهدهد يلمح كثيرا من عناصر التفوق القيادي ، والتي منها :
    1ـ تفقد الأتباع : فمع أن سليمان قد حشر له جنود الإنس والجن والطير ، حتى ذكر بعض أهل التفسير أن معسكره كان مئة فرسخ في مئة ! مع هذا كله لم يفته غياب هذا الهدهد ، وتنبه له ... ولم يكن هذا التنبه عارضا ، وإنما بعد تفقد وسؤال مما يدل على أنه كان يحرص على رعيته ويسأل عنهم ، قال الطاهر : (( صيغة التفعُّل [
    يعني في تفقَّد ] تدل على التكلف والتكلف الطلب )) ، فهو كان ـ عليه السلام ـ يتكلف البحث والسؤال .
    ولا يمكن أن يكون القائد ناجحا إلا بمثل هذا التفقد ، وانظر مثلا إلى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ثابت بن قيس بن شماس وكيف أنه افتقده بعد نزول سورة الحجرات فسأله عنه حتى عرف نبأه ثم بشره بالجنة ، وكثيرا ما تجد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه افتقد فلانا ، أو سأل عن فلان .
    و لا يمكن وصف الأثر الذي يحصل في قلب الفرد حين يعلم أو يشعر أن أميره افتقده وسأل عنه حتى وإن كان في السؤال شدة ومعاتبة ، على حد قول الشاعر :
    لئن ساءني أن نلتني بمساءة لقد سرني أن خطرت ببالكِ
    ومشكلة قادتنا اليوم أنهم ـ في أحيان كثيرة ـ لا يدرون شيئا عمن تحتهم ، ولا يكاد الواحد منا يهتم بأفراد رهطه أو عشيرته أو حلقته في التحفيظ مثلا ، وبالتالي يفقد كثيرا من رصيد المحبة في قلوب أتباعه ، وبعد هذا عليه ألا يلوم إلا نفسه إذا لم يجد استجابة وطاعة .

    2ـ الحزم والصرامة : ولابد منهما للقائد ، وانظر كيف أن سليمان عليه السلام لما تبين له غياب الهدهد دون إذن ، ولما شاع خبر غيابه أمام الجميع ، قال : {
    لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه } ، وقد اختلف المفسرون في شأن العذاب الشديد ، وملخص أقوالهم أنه إما بنتف ريشه وإلقائه في الشمس ، أو بالتفريق بينه وبين إلفه ، أو بإلزامه خدمة أقرانه ، أو بالحبس مع أضداده
    لقد هدد سليمان الهدهد بهذه العقوبات (
    استصلاحا له إن كان يرجى صلاحه ، أو إعداما له لئلا يلقن بالفساد غيره )
    ولا ريب أن الحزم والصرامة في مواجهة الخطأ كفيلة بوأده في مهده ، أما حين يخطئ الإنسان ويشيع خطؤه في الناس ثم يتراخى القائد في الأخذ على يده فإن العاقبة حينئذ تكون سيئة ، إذ يتجرأ غيره على الخطأ ، وتنكسر حينئذ هيبة القيادة .
    وينبغي علينا ألا نأخذ هذا الكلام بحرفيته في تعاملاتنا فنحن إخوة قبل أن نكون رؤساء و مرؤسين ، وليس بالضرورة أن أعاقب أخي المخالف بنتف ريشه أو ذبحه ! وإنما قد تكفي أخي الحر كلمة عتاب ، أو نظرة لوم .
    المهم أن القائد هو الذي يقدر العقوبة التي يستحقها المخالف ، والمهم أن يظل العمل بمبدأ الثواب والعقاب .
    ولعل من المفيد هنا أن نذكر مسألة حول تعذيب الحيوان ...
    قال الطاهر : (( وأما عقوبة الحيوان فتكون عند تجاوزه المعتاد في أحواله ، قال القرافي في تنقيح الفصول : سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عن قتل الهر المؤذي هل يجوز ؟ فكتب وأنا حاضر : إذا خرجت أذيته عن عادة القطط وتكرر ذلك منه قتل .اهـ. قال القرافي : فاحترز بالقيد الأول عما هو في طبع الهر من أكل اللحم إذا ترك فإذا أكله لم يقتل لأنه طبعه ، واحترز بالقيد الثاني عن أن يكون ذلك منه على وجه القلة فإن ذلك لا يوجب قتله ... )) . وقد حل لسليمان عليه السلام تعذيب الهدهد لما رأى فيه من المصلحة كما حل ذبح البهائم والطيور للأكل وغيره من المنافع ، وإذا سخر له الطير لم يتم التسخير إلا بالتأديب والسياسة .


    3ـ التثبت و التبين
    ونرى ذلك واضحا في قوله بعد سماعه خبر الهدهد : {
    قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين } .
    كما تجلى ذلك في استثنائه عند التهديد بالعقوبة حيث قال : {
    أو ليأتيني بسلطان مبين }
    إن العجلة في الحكم وتصديق كل ما يقال والجزم بالنتائج دون سماع الرأي الآخر إن هذه كله من تصرف الغوغاء ، ولا يمكن لقائد أن ينجح ما لم يتخذ من التأني والتروي و التبين والتثبت شعارا .

    4ـ معرفة مواطن الضعف عند الخصم
    فحين هدد سليمان عليه السلام بلقيس لم يهددها بالموت ولا بالهلاك ، بل هددها بالذلة (( و لنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون )) ، ذلك أنه شعر من قولها فيما حكاه الله عنها : (( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة )) شعر من ذلك أن أخوف ما تخاف منه أن تصير ذليلة بعد العز ، فمن ثمّ خوفها بما تخاف منه ، واستغل نقطة ضعفها كما يقول المعاصرون .





    إن الكثيرين من الدعاة وناشري الخير يلقون الكلمات الطيبة ، ويقفون المواقف المؤثــرة ، ثم ينصرفون !
    إنهم يعملون بطريقة : قل كلمتك وامش .
    ومثل هذه الطريقة لا تبني رجالا بحال ، وإنما هي تؤثر تأثيرا وقتيا لا يلبث أن يزول ويمحي بمرور الأيام .
    وانظر إلى هذا الدرس السليماني : {
    اذهب بكتابي هذه فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } ... تأمل قوله : { فانظر ماذا يرجعون } ! نعم ليست القضية أن يلقي الكتاب ويوصل الرسالة فقط ... وإنما هناك متابعة لردة الفعل ، هل استجابوا ؟ هل لانوا ؟ هل عاندوا ؟ وبناء على ردة الفعل يكون التصرف ، وبهذا يكتمل الأمر ، ويوصل إلى التصرف السليم .



    إن كثيرا من المحاولات التربوية تفشل لأن المربي يهتم بإلقاء كل ما لديه من معلومات وفوائد واحدة تلو الأخرى دون أن يتمهل لينظر أثر ما قال في تلميذه ، وهل وصلت الرسالة أم لا ؟ وهل تشرب المعنى المراد أم زل عن قلبه كما يزل الماء عن الصفاة ؟ لابد من هذا وإلا فعلى العملية التربوية العفاء .
    وحين لا يلتفت المربي إلى هذا يفاجأ بمواقف مؤلمة من هذا التلميذ ، وذلك عندما تبدر منه تصرفات وأخلاقيات كان يظن أنه قد تجاوزها بمراحل .






    جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري [ رقم 74 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال : هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال موسى : لا ، فأوحى الله إلى موسى : بلى ، عبدنا خضر . فسأل موسى السبل إليه ، فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه . وكان يتبع أثر الحوت في البحر . فقال لموسى فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما إنسانية إلا الشيطان أن أذكره . قال : ذلك ما كنا نبغي .فارتدا على آثارهما قصصا ، فوجدا خضِرا ، فكان من شأنهما الذي قصه الله في كتابه ... (( قال ابن حجر )) : (( وفي الحديث ... ولزوم التواضع في كل حال ، ولهذا حرص موسى على الالتقاء بالخضر عليهما السلام وطلب التعلم منه تعليما لقومه أن يتأدبوا بأدبه ، وتنبيها لمن زكى نفسه أن يسلك مسلك التواضع ((
    فعلى الإنسان ألا يحتقر غيره ، فرب صغير حاز ما لم يحزه الكبير ، وهذا الهدهد وهو طير صغير أحاط بما لم يحط به سليمان وهو نبي ملك ! وقد (( ألهم الله الهدهد فكافح سليمان بهذا الكلام ... ابتلاء له في علمه ، وتنبيها على أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علما بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ، ويتصاغر إليه علمه ، ويكون لطفا له في ترك الإعجاب الذي هو فتنة العلماء ))
    وهكذا ينبغي أن تدرك أنه قد يكون عند من هو أصغر منك سنا ، وأقل ذكرا ما ليس عندك ، وعليه فاحرص على الاستفادة من الجميع ، والقط المعلومة والفائدة من حيث خرجت ، وعلى المسلم ((
    ألا يتكبر أن يسمع غيره ، فلا يدري الكلمة التي ينتفع منها ، وما من خطيب ولا واعظ إلا وتستفيد منه فكرة أو خبرا أو تذكيرا بعلم قديم قد نسي ، أو ربطا بحادثة واقعية ، أو على الأقل لا يخلو الواعظ من عرض جديد لمعلومة معروفة ، أو نبرة تبلغ إلى أعماق القلب ... ))
    وفي المقابل على الفرد أن يدرك أنه قد يكون عنده ما ليس عند أساتذة ، وربما خطر بباله ما لم يخطر ببالهم ، أو أحسن ما لم يحسنوه ، فعليه حينئذ أن يبادر بالعمل فيما يحسن ، مع إخلاص نية وقصد ، ومع حفظ لحقوق السابقين من الأساتذة والمربين وعدم التطاول عليهم






    قال تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أو لأَذْبَحَنَّهُ أو لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ).
    هناك وقفات عميقة في هذه الآيات منها ما يتعلق بسليمان عليه السلام، ومنها ما يتعلق بالهدهد.
    ما يتعلق بسليمان عليه السلام وهو القائد العام فهي:
    1- علم سليمان عليه السلام بكل صغيرة وكبيرة في جيشه، ودقة ترتيبه وتقسيمه له. ويتضح ذلك من اكتشافه غياب الهدهد مع أنه طير صغير.
    2- تفقد الجيش بشكل دقيق للتأكد من جاهزيته. ويتضح ذلك من مروره على الجيش بعد جمعهم لمعرفة الحاضر من الغائب.
    3- حرص سليمان عليه السلام بتقيد جيشه بأوامره، وأهمية استئذان القائد قبل القيام بأي أمر. ويتضح ذلك من غضب سليمان عليه السلام لغياب الهدهد دون استئذان أو أمر.
    4- سماع المذنب قبل تنفيذ الحكم به. ويتضح ذلك من سماع سليمان عليه السلام حجة غياب الهدهد.
    5- التأكد من صحة الأخبار قبل اتخاذ أي قرار مصيري. ويتضح ذلك من إرسال رسالة مع الهدهد لملكة سبأ وأمره بأن يعود ويخبره بما حدث.
    6- وضوح هدف سليمان عليه السلام لدى أتباعه. ويتضح ذلك مما قام به الهدهد من بحث عن أناس لا يعبدون الله ليخبر سليمان عنهم.
    أما ما يتعلق بالهدهد فهو:
    1- روح المبادرة. ويتضح ذلك من قيام الهدهد من نفسه بالبحث عن أناس لا يؤمنون بالله، دون أن يطلب منه أحد ذلك.
    2- البحث عن دور. ويتضح ذلك من اختيار الهدهد لنفسه دور الدليل والمستكشف لأنه أنسب له من أن يكون مقاتلاً في جيش سليمان عليه السلام




    يسرني إخواني الكرام في منتدى مسومس الغالي أن أقدم لكم تغطية لمحاضرة [ هدهد سليمان ] لـفضيلة الشيخ محمد العريفي
    والتي عرضت لكم من قناة روائع الفضائية، يوم الإربعاء بتاريخ 25/7/1431هـ الموافق 7/7/2010م
    تحدث الشيخ عن نبي الله سليمان عليه السلام وقصته مع النمل وقصته مع ملكة سبأ






    رابط فيديو جودة عالية avi

    رابط فيديو جودة عالية mp4

    رابط فيديو جودة ممتازة wmv

    رابط فيديو جودة متوسطة rm

    رابط فيديو جودة متوسطة rm

    رابط صوت جودة عالية mp3

    رابط صوت جودة ممتازه wma

    رابط صوت جودة متوسطة rm







    لا شك أن القصص القرآنية الذي تناثر بين دفتي المصحف الشريف، قد تضمن في طياته دروس عظيمة في الإدارة ويحتاج هذا الجانب منا إلى وقفة، بل وقفات لنستخلص منها دروس وعبر يمكن أن تكون بمثابة نظريات وقوانين مرشدة وملهمة في مجالات الإدارة المختلفة.




    شكر خاص

    للفنانة المبدعة الأخت Hope Tear على تصميمها الفواصل الرائعة فلاتنسوها من الشكر


    إستضافة نور Nour Host شركة معتمدة لدى منتديات ترايدنت برقم 434 بتاريخ 11 – 6 – 2021


    اسم مالك الموقع: أنس أسامة
    اسم الموقع: نورالأنيميات
    روابط الموقع:
    مجلة الموقع،المنتدى،إستضافة نور Nour Host الموقع الرسمي،فتح تذكرة
    طرق الدفع: فيزا كارد - ماستر كارد - بايل بال - بيتكوين - خمسات - ويسترن يونيون - خدماتي - خمسات - نفذلي - تحويل بنكي


    للتواصل عبر صفحات الموقع الرسمية في الفيس بوك:
    منتديات نورالأنيميات
    منتديات نور الأنيميات " Animeiat-Light " أكبر موقع للإنمي المترجم و المدبلج
    إستضافة نور Nour Host
    اعلانات
    للتواصل معي عبر انستجرام: اضغط هنا
    للتواصل معي عبر الفيس: اضغط هنا
    للتواصل معي عبر تويتر: اضغط هنا
    مجموعة الموقع الرسمية بالفيس: AnimeiatLight2020-- منتديات نور الأنيميات " AnimeiatLight" -- إستضافة نور Nour Host



    خدماتي بموقع خدماتي: أنس أسامة
    خدماتي بموقع
    خمسات: أنس أسامة
    خدماتي بموقع
    نفذلي: أنس أسامة


    ملاحظة:اي صفحة او مجموعة او طريقة تواصل او طرق دفع مذكورة هنا هي الرسمية فقط ولا نملك غيرهم ولست مسؤولا عن اي صفحة أو مجموعة أخرى أو عن اي طريقة تواصل و دفع أخرى غير الذين ذكرتهم وفي حين تم انشاء اي شيء جديد سيتم اضافته في توقيعي


    هذه مواضيع أخي الغالي أبو عبد الله رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته:
    1- ::نور على نور:: - 2- سلسلة مواضيع علو الهمة - 3- هنا
    صفحاته على الفيس
    هنا ، هنا
    أرجو نشر أعماله فالدال على الخير كفاعله
يعمل...
X

AdBlock Detected

Please Disable Adblock

Please consider supporting us by disabling the ad blocker.

I've Disabled AdBlock