في يوم من الأيام كانت هناك طفلة مسكينة طيبة القلب ، كان أباها يحبها حبا جما و ينفذ لها كل متطلباتها و ذات يوم أراد الله عز و جل بمشيئته أن يأخذ أباها إلى دار الحق و الجزاء ، كان عمرها آن ذاك خمسة أعوام ، حزنت كثيرا و بكت عليه كثيرا و من هنا نبدأ القصة.
عندما توفي الأب ترك لابنته ميراثا قليلا لكي تستطيع العيش في هذا الزمن ، أخذ جدها يربيها و كذلك ينهب أموالها ، كان الجد ذو وجهان وجه بريء لطيف يضحك به على هذه الطفلة المسكينة و وجه خبيث ماكر كالذئب ينهب و يسرق الأموال ، آه يا أيها الجد ألم ترى ما قال الله في كتابه الكريم {ولا تقربوا مال اليتيم حتى يبلغ أشده} صدق الله العظيم
ولكن لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، كان لهذه الطفلة أهل يعشون في اليمن و لكن هذا الجد لم يخبرها بأن لديها أهل في الأصل من طرف أباها قال لها بأنه لا يعرف عنهم أي شيء ، و كان يكذب عليها طوال الوقت حتى أصبح عمرها (13) سنة عندها أخبرها بأن لديه أهل يعيشون في اليمن
الجد: طبعا أنا عرفت هذا من بعد بحث طويل دام سنين عددا
فانصدمت الفتاة وقالت: أتمزح يا جدي
فقال الجد: لا أنا لا أمزح أبدا
الفتاة: كيف لا تمزح و أنت طوال حياتي تقول لي بأنك لا تعلم أي شيء عن أهلي و تقول لي أيضا أن لا أحد سولي بقي لك آه
الجد: ما كان بوسعي أن أخبرك عن ذالك لأنك كنت صغيرة جدا و أنا كنت لا أريد أن أأذيك
الفتاة: إذا أخبرتني أن لدي أهل تؤذيني ماذا تقول يا جدي
الجد: نعم أأذيك لأن أهلك كانوا يريدون أن يأخذوا أموالك يا جدي و لكن أنا و أعوذ بالله من كلمة ( أنا ) حافظت عليهم جيدا و أبعتك عنهم لكي لا يسرقوا أموالك
الفتاة: و لماذا يريدون أن يأخذوا أموالي؟
الجد: لأن ليس ليك ظهر أو كتف تستندي عليه عندما تقعي في مأزق فكنتي أنت أشبه بالفريسة و يريد الجميع افتراسها إلا أنا يا روح جدك و أنا كنت كالشوكة في حلق أهلك
الفتاة: شكرا لك يا جدي كم أنت عظيم و كم ضحيت وعانيت من أجلي
الجد: لا داعي لهذا الكلام يا بنتي فأنا جدك و أنت حفيدتي و هذا واجب اتجاهك
و في يوم من الأيام نفذ جزء من أموال الفتاة فقرر الجد أن يرسل الفتاة إلى أهلها في اليمن وجلس معها و قال لها: يا جدي إنني لم أعد قادرا على الصرف عليك أكثر من ذلكما عدى بحيلتي شيء
الفتاة: أتريد يا جدي أن أساعدك في أي شيء تريده
الجد: لا أنا أريد أن أرسلك إلى اهلك في اليمن
الفتاة: كيف ذلك يا جدي سامحك الله ماذا فعلت لك حتى تريد إرسالي إلى أهلي اخبرني ماذا فعلت آه
الجد: لماذا لا تفهمي قلت لك لم اعد قادرا على رعايتك
فوقفت البنت و قالت لجدها: افعل ما يحلو لك و أنا آسفة على كل الذي بدر مني طوال هذه السنين و ذهبت إلى حجرتها و انهالت بالبكاء و هي تقول في نفسها: يا ليتني مت معكم يا أبي و أمي ( الأم ماتت عندما أنجبتها مباشرة ) آه آه كم أنا غي حاجة إليكم الآن إنني محتاجة إلى حضن أمي الدافئ و إلى أبي الحنون الذي يعطف علي ، يا الله ليس لي إلا أنت يسر لي أمري ، و بدأ الجد يرتب لها أمور السفر و كانت الفتاة في صدمة كبيرة حول جدها الغدار، و جلست تفكر في نفسها لماذا أنت هكذا يا جدي ؟ أكنت تكرهني أم ماذا؟
لا أستطيع تفسير ما يحدث ، جالس الجد مع الفتاة
و قال لها: يا بنيتي لقد انتهيت من أمور السفر فأوضب حوائجك و غدا السفر بإذن الله و سوف تسافرين بالبر لأن لم يتبقى لدي نقود لكي أسفرك بالطيارة و لو كان معي ما بخلت عليك يا جدي و لو أنت تعرفيني جيدا
قالت الفتاة (مفاجئة): غدا!!! أبهذه السرعة تريد التخلص مني و بأي طريقة كانت
الجد: استمعي إلي جدا و أنصتي ، لولا وجودي في الحياة و لولا عطف و صرفي عليك ما كنت هنا بل كنت مرمية في الميتم مع اليتيمين هناك و لكن قلبي لا يطاوعني أن أضعك هناك
الفتاة (وهي منهمرة في البكاء): يا ليتني لم أعرفك في يوم من الأيام
و انهارت الفتاة من صدمتها بجدها ، سارع الجد و جلب لها الطبيب
الطبيب: يجب نقلها إلى المستشفى حالا
الجد: نعم، وهل المستشفى مجانا ، لن أنقلها إلى أي مكان
الطبيب: يحتمل أن تموت فهي صغيرة و جسدها لا يتحمل
الجد: تموت لا يهمني أمر تلك الفتاة فالذي كنت أريد الحصول عليه حصلت عليه و انتهى الأمر إذا فلتمت
الطبيب (غاضبا): بأس الرجل أنت
وأخذ الفتاة إلى المستشفى و تكفل بمصاريف علاجها
وعندما استيقظت الفتاة قالت: أين أنا؟ أين جدي؟ أنا أريد الذهاب حالا
وجاء الطبيب مسرعا وقال: ماذا تريدي؟
الفتاة (وهي تبكي):أريد أن أموت و أرتاح من هذه الدنيا
و بدأت الفتاة تهذي من الحمى التي أصابتها ، فأعطاها الطبيب من فوره إبرة مهدأ ، و نامت الفتاة قليلا و استيقظت
وقالت: أين الطبيب
فجاء إليها مسرعا
الفتاة: أرجوك أيها الطبيب أريد المغادرة من المستشفى بأسرع وقت ممكن
الطبيب: لا أستطيع لأنك لم تشفي بعد إلا إذا أحد أخرجك على كفالته
الفتاة:أرجوك أيها الطبيب تفهم وضعي ، لا يصح أن أخرج على كفالتي؟
الطبيب: طبعا لا لأنك ما تزالي صغيرة و هم لا يقبلون كفالة شخص صغير في السن هنا
ولكن لا تحزني سأخرجك على كفالتي
الفتاة: أنا ممتنة لك طول حياتي لأنك خدمتني خدمة العمر لساني عاجز عن شكرك
الطبيب: لا داعي لكل هذا فهذا واجبي فأنت بمثابة أبنتي الصغيرة
خرجت الفتاة من المستشفى مسرعة نحو جدها و
قالت له: أوصلني إلى مكان السفر و بسرعة إذا سمحت
الجد: من عيوني
أوصلها الجد و سافرت الفتاة إلى أهلها في اليمن
وهنا بدأت قصة و معاناتها الحقيقية لهذه الفتاة المسكينة
أوصل الجد الفتاة إلى الحافلة ثم ذهب ، ركبت الفتاة في الحافلة و أثناء السفر جلست الفتاة تفكر في نفسها
قائلتا: يا ترى هل أهلي الذين يعيشون في اليمن هم أناس جيدون و طيبون أسأل الله أن يكونوا هكذا يااااارب
و غفت الفتاة قليلا و إذ بيد تمتد إليها و تيقظها
أفاقت الفتاة من فورها خائفة و هي
تقول: من أنت ابتعد عني
سائق الحافلة: لا تخافي يا بنتي هدئي من روعك أردت فقط أن أيقظك لأننا وصلنا لكي تنزلي من الحافلة ليس أكثر
قالت الفتاة: شكرا لك يا عم أثابك الله كل الخير و أعانك عليه
سائق الحافلة: لا شكر على واجب يا بنتي إن قلبي يتقطع عليك منذ أن رأيتك بهذه الحالة المرسية لها أنا قلق عليك جدا
الفتاة: لا تقلق يا عم لان الله معي دائما و أبدا و هو يراني في كل مكان و زمان
توكل على الله و لا تحزن
سائق الحافلة:اسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يكون معك و يهون عليك مشقتك ياااارب كن مع هذه الطفلة المسكينة
نزلت القناة من الحافلة وأخذت حوائجها و مضت تبحث عن أهلها ، بعد بحث دام ثلاثة أيام اكتشفت الفتاة أن جدها قد كذب أكبر كذبة في حياته عليها وهي أن لا وجود لأي أقارب لها في تلك البلدة و لكن كان غاية الجد هو التخلص منها بأي طريقة كانت
ضاقت الدنيا و سودت في نظرها و مضت في دربها ساعية ترجو من الله عونا لم تجد الفتاة أي مأوى لها يؤويها ثم وجدت أناس تظاهروا أنهم أناس طيبون و لكن كانوا كالذئاب ماكرين خبيثين ذو مئة وجه ووجه عرضوا عليها العمل في مطعم و هو أن تغسل الصحون و تنظف و تغسل و تكوي الثياب و تستقبل الزبائن بوجه بشوش و حسن مقابل أكلها و شربها و منامها
وافقت الفتاة من فورها و ياليتها لم توافق على ذلك ، جلست الفتاة تحمد و تشكر الله سبحانه و تعالى
لتتعرفو ماذا حصل مع الطفلة اليتيمة إنتظرونا في الجزء الثاني
أتمنى أن تكونو قد إستفدتم و أخذتم العبرة
1- عدم الثقة بأناس لا نعرفهم
2- علينا بإختبار أقاربنا بكل النواحي فكما يقال يتبين الصديق الحقيقي عند وقت الضيق وكذلك الأقارب
3- بعض الناس مثل الذئاب يعاملونك بإحسان كي يصلو لغايتهم ومن ثم يقضون عليك فعليك الحذر من هاؤلاء الناس
4- أخذ العبرة من هذه القصة الواقعية و المحاولة عدم الوقوع بها
مليون شكر للمصمم المحترف حامي الحما على تصاميمه لفواصل الموضوع
و ترليون شكر لمن كانو معي خلف الكواليس فجزاهم الله ألف خير
آملين بأن نكون قد وفّقنا في طرحنا وقدّمنا كل مفيد .. فلا تحرمونا تعليقاتكم ونقدكم ، فبكم نرتقي والشكر لله ثم لكم.
و نسأل الله العلي العظيم بأن له الحمد ملء السماوات و الأرض وما بينهما وملء ما شاء الله من شيء بعد، بإسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، و بأنه أول الأولين و آخر الآخرين و يا ذا القوة المتين و يا راحم المساكين و يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال و الإكرام يا فعال لما يريد نسألك بعزتك التي لا ترام و بملكك الذي لا يضام و بنور الله الذي ملء أركان عرشه أن يعفو ويغفر و يرحم جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات إلى يوم الدين و أن يوفق الأحياء منهم إلى يوم الدين و أن يثبتهم على دين الإسلام و أن يوفق لهم من خشيته ما يعصمهم به من كل شر و أن يوفق لهم من محبته ما يهديهم من كل بر
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فاللهم آمين
الأخت { نادو }
الأخ { سميد }
الأخ { حامي الحما }
الأخ { أنس أسامة }
الأخوة { خلف الكواليس }
الأخ { سميد }
الأخ { حامي الحما }
الأخ { أنس أسامة }
الأخوة { خلف الكواليس }